مؤسسة إبراهيم أ. بدران للأعمال الخيرية

ًعلا إسماعيل: مؤسسة إبراهيم بدران تقدم الخدمات الطبية بالمناطق الأشد فقراً والأكثر احتياجا

من المقابلة الصحفية لمجلة سيدات مصر: ٤ يوليو ٢٠٢٥
اليكساندرا كينياس

بدأت مؤسسة إبراهيم بدران الخيرية في عام 2014، وكانت البداية قاسية كما وصفتها السيدة علا اسماعيل. فبعد فقدان ابنها إبراهيم في حادث سيارة، التف حولها أفراد العائلة وأصدقاء إبراهيم وزملائه الأطباء، والجميع كان يسأل كيف يمكنهم المساعدة. واستطاعت علا أن تحوّل هذا الحزن الكبير ومحبة الناس إلى عمل خيري يخدم المجتمع.

في خلال أسبوع واحد، أسست علا إسماعيل مؤسسة خيرية اسمتها “مؤسسة إبراهيم بدران”، وهدفها إرسال قوافل طبية لتقديم الرعاية المجانية في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الصحية.

وشارك الجميع في هذا المشروع كلٌ بما يستطيع، من مهارات أو وقت أو دعم. وانطلقت أول قافلة طبية، بتمويل من العائلة — وشارك فيها أفراد من العائلة وأطباء شباب وأصدقاء مقربين إلى إبراهيم — إلى قرية فقيرة في محافظة الفيوم بعد أسبوعين فقط من وفاة إبراهيم.

تقول علا إسماعيل: “أنا في الأول مكنتش بنزل القوافل، كنت تعبانة. لكن لما كنت أشوفهم راجعين فرحانين، ولاحظت إن مساعدتهم للناس كانت بتدينى الاحساس إن أنا كمان كنت بساعد معاهم، وده كان بيساعدني. كأني أنا كمان كنت با أعالج نفسى”.

وأخذت مؤسسة إبراهيم بدران تنمو تدريجيًا. ومع الوقت بدأت علا إسماعيل تشارك فى هذه القوافل ومع كل مرة، كانت ترى مشروعًا إنسانيًا يكبر ويزدهر. وبدأت في وضع هيكل إداري واضح للمؤسسة، وأنشأت مجلسًا يضم أفرادًا من العائلة وأصدقاء مقرّبين، معظمهم من الأطباء الشباب و المتمكنين من التكنولوجيا ومتابعين لكل ما هو جديد. حتى في وقت أزمة كورونا، تمكنوا من التصرف بسرعة وكفاءة، وكانت هى معهم دائمًا في كل خطوة.

كانت علا ترى الشغف في عيونهم، شغف حقيقي بمساعدة الناس، وكانت تتابع كيف تنمو المؤسسة بطريقة منظمة وثابتة. وكلما واجهتهم تحديات أو مجالات لم تكن لديها خبرة كافية فيها، استعانت بفريق متخصص في العمليات والإدارة المالية والتسويق لمساعدتها.

وفي الوقت نفسه الذى كانت تدير فيه المؤسسة، كانت علا إسماعيل تشغل أيضا منصب مديرة شؤون الطلاب في جامعة نيو جيزة. بالرغم من أنها خريجة علوم سياسية، إلا أنها كانت تحب العمل مع الطلبة وتجد فيه شغفًا خاصًا. وعلاقتها بالشباب كانت مميزة، لرغبتها وعملها على ترك أثرًا إيجابيًا في حياتهم.

وتصرح علا أن الشباب عموما هم من ساهموا ولا زالوا يساهمون بدور كبير في تطور المؤسسة، لأنهم دائمًا يأتون بأفكار جديدة، ولا يخشون المخاطرة أو تجربة أماكن وأساليب مختلفة. أفكارهم كانت دائمًا ملهمة ومضيئة.

استمرت علا في التوفيق بين عملها في الجامعة والمؤسسة حتى عام 2019. فى ذلك الوقت كانت تشارك بنفسها في القوافل الطبية و كانت ترى كيف أن أسعار الأدوية ترتفع عامًا بعد عام، وأن زيارة الأطباء أصبحت أكثر صعوبة، والمناطق التي تصل إليها القوافل أصبحت أكثر احتياجًا. وأدركت علا إسماعيل أنه إذا كانت تريد أن تكبر المؤسسة فعلاً وتحقق رؤيتها، فعليها أن تكرّس لها وقتها وجهدها بالكامل. لذلك، قررت أن تترك عملها في الجامعة، لتتفرغ تماما لإدارة المؤسسة. “لو أنا فعلاً عايزة أكبر المؤسسة، كان لازم اديها وقتي كله، فكان لازم أخد القرار”.

WOE Arabic

بدأت المؤسسة منذ عام 2019 فى تطبيق نظام إلكتروني لتسجيل وتنظيم القوافل، وساعد هذا النظام في خدمة عدد أكبر من المستفيدين وتنظيم عملية التسجيل وتقديم خدمة أكثر كفاءة وإنسانية. وتشرح علا إسماعيل قائلة، “يعني مثلًا، في قافلة واحدة كان فيها 1300 مستفيد، 2600 كشف، وصرف علاج، وده كله كان لازم يتم في وقت من 10 الصبح لحد 5 المغرب. ومعاكي حوالي 40 دكتور و15 صيدلي، غير المتطوعين. تخيّلي في الوقت ده كله، لازم كل حاجة تمشي بنظام، وفي نفس الوقت، لازم الخدمات تتقدّم بإنسانية واحترام كامل للناس. ولو ماوصلناش لنتائج واضحة، يبقى القافلة ما حققتش الهدف منها.

وعن صعوبةً بداية تطبيق التحول الالكتروني في نظام المؤسسة تقول علا إسماعيل “كان فيه شوية فوضى إلكترونية في البداية، بس الحمد لله قدرنا نسيطر عليها ونوصل لهدفنا في التحول الرقمي. الموضوع مكانش سهل، وكان فيه تحديات كثيرة، لكن خطوة بخطوة، وبمساعدة عدد كبير من المتطوعين اللي بينزلوا معانا في القوافل، قدرنا نظبط السيستم، لأن نجاح العمل بيه كان ضروري جدًا علشان المؤسسة تكبر وتتطور.”

صمّمت علا إسماعيل على تطبيق التحول الرقمي بالرغم من كل الصعوبات، والذي ساعد كثيرا في تحقيق أهداف المؤسسة، “التحول الرقمي كان مهم جدًا علشان نقدر نعرف بالضبط عدد الناس اللي حصلوا على الخدمات، وأنواع الأدوية اللي اتصرفت. علشان كده، مكانش ينفع نفشل فيه. السيستم لسه مش بالكفاءة اللي أنا عاوزاها، لكن إحنا مستمرين في تطويره كل يوم.”

وساعد التحول الرقمى في اضافة خدمة الـ telemedicine إلى خدمات المؤسسة والتى بدأ العمل به فى وقت الكورونا بعد ما منعت وزارة الصحة التجمعات وتوقفت القوافل طبية. في ذلك الوقت كانت المؤسسة في صدد تنفيذ مشروع كبير. بعدها تم السماح بالعمل من خلال العيادات، افتتحت المؤسسة عيادات وتم بالفعل تنفيذ المشروع من خلال هذه العيادات عن بعد باستخدام الـ telemedicine.

وخلال الفترة من 2020 حتى 2025 تم افتتاح عشر عيادات IBF مجهزة فى محافظات مختلفة فى الصعيد والدلتا والتي من خلالها تستطيع القوافل أن تتنقل دون الحاجة الي نزول قافلة مخصوص من القاهرة ؛ وتخطط المؤسسة بنهاية 2025 الي افتتاح ثلاث عيادات جديدة. “وبكده متبقاش قوافل وبتروح ، والناس اللى بتحصل على الخدمات عارفين مكان العيادة لو محتاجين متابعة، وعندنا عيادات فى الأماكن النائية وفى محافظات الصعيد، قنا والمنيا والأقصر وأسوان وبنى سويف وكمان والفيوم وحتى فى الجيزة، وانشاءالله حنكمل لغاية لما يبقى عندنا عيادات IBF فى كل محافظات مصر .”

اليوم، تجاوز عدد أعضاء المؤسسة 50 عضوًا، ويعمل معها أكثر من 500 طبيب وصيدلي، إلى جانب أعداد كبيرة من المتطوعين. في كثير من الأحيان، تنظم المؤسسة أكثر من قافلة طبية أو تُشغِّل عدة عيادات ميدانية في الوقت نفسه، وهو ما يتطلب وجود فرق طبية تعمل بالتوازي في محافظات ومدن مختلفة. وتستطيع المؤسسة حاليًا تشغيل ثلاث قوافل طبية متكاملة في يوم واحد.

وتوضح علا إسماعيل كيف تعمل القوافل الطبية التي قد تخدم حتى 1500 شخص، قائلة، “احنا بناخد تصريح من وزارة التربية والتعليم، وبنختار مدرسة كاملة، بناخد فيها تلات أو أربع أدوار وكمان الحوش الكبير. بننصب فيه خيمة الانتظار، والمدرسة كلها بتتحول لمستشفى مؤقت على أربع أدوار. الفصول بنحوّلها لعيادات كشف حسب التخصصات: عظام، باطنة، اسنان، عيون، أطفال، جلدية، وكمان فيه معمل وصيدلية، وغيرهم. عاملين كمان أقسام خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

القافلة تنقل كل الأجهزة والمعدات الطبية اللي محتاجينها لكل التخصصات. وإحنا بنشتغل في الويك إند، يعني الجمعة والسبت، وفي الصيف كمان. أما في الشتاء، ساعات بنستخدم الوحدات الصحية أو المعاهد الأزهرية حسب المتاح.”

وأهم ما توفره المؤسسة هو المتابعة، فلا ينتهي عملها يعودة القافلة ولكن تسعى المؤسسة لاستدامة الخدمات المقدمة منها. ويعمل مع علا إسماعيل فريق من الشباب في جميع الأقسام، لديهم جميعًا حماس وطاقة وشغف حقيقى بالعمل. وهم يدركون جيدًا أسلوبها في الإدارة، حيث لا مكان لعبارة “مينفعش”، ويحرصون دائمًا على إيجاد حلول لأي مشكلة تواجههم.

“مؤسسة إبراهيم بدران النهاردة بالنسبة لى نعمة ربنا انعمها عليا. لما برجع من قافلة بعد يوم طويل قدمنا فيه خدمات لناس كتير، مش بس بأسعد بدعواتهم لإبراهيم لكن كمان بشوف ازاى نعمة ربنا جت لى بطريقة مختلفة وفى وقت مختلف، نعمة ربنا دى بعتها لى و شايفاها بتكبر وواخده كل وقتى؛ وبفكر أنا لو في خلال العشر سنين مكنش في المؤسسة أنا كنت أعمل ايه.”

رؤية علا إسماعيل للجمعية في المستقبل تتمثل في أن يكون لكل محافظة عيادة تابعة للجمعية، بالإضافة إلى وجود وحدة طبية متنقلة (موبايل كلينيك) في كل محافظة أيضًا. كما تطمح إلى أن تساهم القوافل الطبية في تنفيذ برامج وقائية تساعد الناس على حماية أنفسهم من بعض الأمراض.

تسعى أيضًا إلى توفير العلاج لكل من يحتاجه، وضمان أن يجد المرضى الذين يحتاجون إلى زيارة الطبيب خدمات طبية تُقدم لهم باحترام وكرامة. كما تهدف إلى نشر الوعي الصحي بشكل أكبر من خلال تنظيم حملات توعية مستمرة.

وتختتم حديثها قائلة، “ونفسى اهم حاجة ان الناس تقول ان إبراهيم بدران كان له اثر طيب وعمل فرق فى حياتهم.”

المقابلة على موقع سيدات مصر

شارك وانشر الأمل

اكتشف المزيد

تعاون

مؤسسة إبراهيم أحمد بدران تُطلق المرحلة الثانية من مشروع “ربيع العمر” بدعم من بنك QNB مصر

بعد نجاح المرحلة الأولى في خدمة أكثر من 1000 مستفيد، المرحلة الثانية من “ربيع العمر” تنطلق في 3 محافظات جديدة القاهرة، مايو: في إطار التعاون المُثمر بين مؤسسة إبراهيم أحمد بدران للأعمال الخيرية (مؤسسة طبية

تعاون

للعام الثالث على التوالي… البنك الأهلي الكويتي – مصر يستكمل نشر الأمل للأطفال بالتعاون مع مؤسسة إبراهيم أ. بدران للأعمال الخيرية

نجح المشروع في تجهيز 24 قافلة وفرت أكثر من 26,000 كشف طبي للأطفال على مدار 3 سنوات القاهرة، ديسمبر 2024: انطلاقاً من إيمان البنك الأهلي الكويتي – مصر بضرورة المشاركة المجتمعية وأهدافها التنموية لدعم قطاع